حنان شرح يطول
X :
حنان مين يا متر؟ إنت بتحب؟!
لا يا خفة.. أنا على وشك الانتهاء من الرواية/السيرة "حكايتي شرح يطول"
لحنان الشيخ و في ذات الوقت تتواتر المداخلات و التعليقات على خبر
حنان ترك و
حجابها، يبدو أن شيئا يدور هذه الأيام مع كل حنان لكن تتدخل هند و لينا و عبير العسكري و ندى القصاص و رشا عزب و أسماء علي لتطعمن الصورة بمزيد من القلق و السؤال.
لا يبدو أن ظلم المجتمع للمرأة قد انتهى بل حلقاته مستمرة. إذا كانت التقاليد و التفاسير الدينية غير المستنيرة التي كشفت عنها حنان الشيخ في روايتها قد لعبت دورا في احدى حلقات ظلم المرأة فدفعتها إلى الخضوع و رفعت عنها الاختيار. فإني أرى كثيرين يدعون انتماءا ليبراليا يؤدون دورا مماثلا في حلقة جديدة من ظلم المرأة.
فحنان ترك التي كانت بنظرهم الفنانة الجريئة ذات النشاط و الانتاج الغزير المتميز. طافوا بها و بشجاعتها أسواق المعجبين حين اختارت دورها في
فيلم دنيا و تحملت النقد و تكبدت مشقة الدفاع عن مشاركتها فيه. أصبحت اليوم فريسة انتقاداتهم لأنها أيضا اختارت أن تضع حجابا كما اختارت أن تستمر في فنها و أن تستكمل تصوير مشاهدها و أفلامها القادمة بالحجاب.
حنان بالحجاب أو بدونه هي إنسانة عاقلة و بالغة لها حق الاختيار و رأي مدعي التدين و مدعي الليبرالية على السواء ينبغي أن يتجاوز اختيارها الشخصي لأن الحجاب فقط لا يجعل منها إنسانة صالحة في ميزان الآخرة و لأن الحجاب بحد ذاته لا يضع بالضرورة من تميزها كفنانة.
إن احدى مشكلاتنا المستعصية على الحل هو انشغالنا بالآخرين ماذا يفعلون؟ ماذا يلبسون؟ هل سيدخلون الجنة؟ هل كان بينهم عقد زواج أم حملت سفاح؟ الخ
أليس من الأولى الانصراف إلى المشكلات الحقيقية دون الخوض في حوارات جانبية لا تسمن و لا تغني من تخلف.
هكذا كان وقوف هند و شجاعتها في مواجهة الكذب و الخداع و النفاق و آلة التشكيك في الذمم و الأخلاق فاضحا لسفاهتنا جميعا. هذه الوقفة إنما تعني أن الانسان حر في اختيار افعاله طالما لم يعتدي على حقوق الآخرين و لكن هذه الحرية لها وجهها الآخر ألا و هو المسئولية. الرجل "الأب" و الفتاة "الأم" لهما حق اختيار لكنه يستتبع مسئولية لا ينبغي أن يفلتا منها وقتما شاءا لأن طرفا ثالثا صارت له حقوق الرعاية و البنوة. هند أثبتت أنه ليس لمجتمع فاسد منافق يرتعد و هو يمشي جانب الحائط أن يعيب على أم و فتاة ظلمها المجتمع مثل كثيرات غيرها سعيها لإثبات نسب بنتها.
كذلك ليس لقطيع يلوك كلمات الديمقراطية و الحرية أن يزايد على فتاة أو فنانة أرادت أن تتحجب. أليس في ذلك تعد على حريتها و اختيارها؟ هل كل محجبة بالضرورة انتهت إلى ذلك بعد غسيل مخ؟ ألا يفقه هؤلاء أن الفتاة إنسان بحجاب أو بدونه؟ ألا يستطيعون أن ينظروا إلى الانسان كما هو سوداني، هندي، بهائي، محجبة، خليجي؟
شجاعة هند و حنان وصمة عار على جبين كل متشدق و مفتي سكت و لم يسمعنا صوته الحنجوري حين تم الاعتداء على بنات مصر يوم الاستفتاء و ما بعده. أم يكتفي المفتون و المستشيخون بالقول عن حفظ الأعراض و تطبيق الشرع و نسب ولد الفاحشة و يذرون أعراض بنات مصر على الهامش؟ هل يستطيع أحدهم أن ينظر بعين
عبير العسكري الصحفية التي تعدل 100 رجل؟ هل نطق أحدهم حين سمع عن
الآف الشباب المصري المعتدى على عرضه و آخرهم شرقاوي؟ هل أسمعونا فتواهم في البلطجة و 25 سنة طوارئ؟
X :
لا تتعب نفسك فهؤلاء الشيوخ يفتون في جواز أكل الفلفل الحار و جواز إثبات النسب بالحمض النووي و رسوم الكاريكتر في بلاد الواقواق، فجواري السلطان لا ينطقون إلا بما يرضيه. أما أدعياء الليبرالية فالحرية عندهم كذلك محدودة لا تتسع لحجاب فتاة.
ليس الأمر حقوق مرأة بل هو حق وطن، هو حق بهية و بناتها.