Thursday, June 23, 2005

عراق مقطوع الأطراف



X :
هل رأيت هذه الصورة اليوم؟

نعم و قد أصابتني بالحزن و الغضب في الوقت عينه. لا أدري كيف سيسامح هذا الطفل شعبه العربي العراقي الساكت، و لست أدري كيف سيكون رد فعله حين يسمع لفظة العراق أو كلام الأدعياء السياسيين عن مستقبل العراق و الديمقراطية و السلام. ما أدركه و أنا منه على يقين هو أن حياة هذا الطفل لن تكون أبدا كما كانت قبل حادثة اليوم.

X :
هل لديك حل لما يحدث في العراق؟

لا، كلمة حل تتجاوز قدراتي الكلامية فضلا عن العملية. لعلي فقط أقترح أن يتخلى الشعب العراقي ليس عن طوائفه و لا أديانه و أعراقه، بل أن يتخلى عن الزعامات، كل الزعامات الطائفية و الحزبية و الدينية. باختصار لأنها زعامات منخلعة عن واقعه. هي زعامات تعيش في المنطقة الخضراء في حماية ماما أمريكا. إذا أراد هذا الشعب أن يتجاوز حمامات الدم هذه عليه أن يقف لما يريد أن يكون العراق عليه مستقبلا قبل أن يصير شعبا مقطعة أوصال أطفاله.

X :
كيف يتخلى الشعب عن قياداته و زعاماته؟

أعني ألا يعول عليها كثيرا. بعيدا عن مسوغات القبول بالمحتل الأمريكي، لقد أخذ الأمريكان وقتهم و حاولوا كما زعموا بصدق أو بغيره أن يفرضوا الاستتباب و الأمن، كذلك كل القيادات الدينية و الطائفية و الحزبية أخذت وقتها و منحت غير فرصة و لا يزال الأمر على ما هو عليه بل يزداد سوءا. اختلط الحابل بالنابل و لم تتميز المقاومة العراقية عن سواها من أفعال المجرمين و القتلة المأجورين و أصحاب المنافع. لذا لا أجد أفضل من أن يسقط الشعب العراقي من حساباته الأمريكان و كل الزعامات العاجزة عن الفعل و يقلب الطاولة على رؤوس الجميع. ليتوقف الشعب عن العمل و الحركة و يجتمع في الميادين الكبرى ليل نهار ليقول لا لمن يضرب العراقيين. هكذا سيعلم العراقيون من أين يأتيهم الضرب. من خارج تجمعاتهم. هكذا لن يكون لمن يقتل و يعتدي على هؤلاء العزل أية مسوغات كمقاومة المحتل ليبرر فعله.
بل ليتبادل العراقيون الكراسي دون أوامر من القيادات الدينية و الطائفية. ليعتكف السنة في مساجد الشيعة و العكس و ليذهب نصارى العراق إلى المساجد و المسلمون إلى الكنائس.
أسبوعين أو حتى شهر من التجمع السلمي و توقف الحركة أملا في معرفة مصدر الشرر.
لست أدري أين الطريق إلا أنني آمل ألا يكره هذا الطفل حين يصير شابا بلد النهرين و شعبه الذي سكت على قطع رجله

Posted by Hello

1 Comments:

Blogger Hazem said...

أهلا محرز جونيور
لست أدري الطريق. على أية حال كان هذا ردة فعلي حين رأيت صورة هذا الطفل. بعيدا عن تميز الشيعة بلعب الأئمة و الحوزات دورا كبيرا فإن التغيير المطلوب تغيير سياسي، أمام الموت لن يقف الشيعي أو السني أو الكردي و يطلب من قادته ماذا عساه أن يفعل، أعتقد أن المنطق يقول أن أول ما سيفعله العاقل هو أن يدفع عن نفسه الهلاك دون استشارة أو توجيه. أختم بمثال الثورة الفرنسية رغم ما شابها من اعوجاج و تخبط فإنها رائدة الثوارت و أمها و هي ثورة لم تقم على يد زعامات و لكنها وليدة الشعب الذي أحس القهر و الضياع و قد تحرك بعفوية دون انتظار اشارة الكنيسة الكاثوليكية صاحبة السلطان الكبير في ذاك الزمن بل هي كانت ثورة على كنيسة صمتت على أوضاع القهر و الضياع.

8:37 PM  

Post a Comment

<< Home