la récolte sera bonne cette année!
X :
إذن ماذا كان بعد الأسكندرية؟
عدت إلى القاهرة في قطار الأسكندرية –القاهرة المباشر. كنت أفتقد السفر بالقطار و هو أحب وسائل السفر إلي، إذ أجد متسعا لساقيي الطويلتين!! قضيت ساعتين أسمع ألبوم محمد منير الجديد – كان عمري عشرين- و أنا أنهي قراءة كتاب
les raisons de la colère.
لكن لم يفتني أن أستمتع بمغيب الشمس خلف الحقول الخضراء رغم سرعة القطار كانت الشمس تنزل في بطن الحقول بتوأدة و دلال.
قضيت الليلة في القاهرة و في الصباح بعد الفجر، كنت أقود السيارة نحو الشمال لقضاء عدة أيام في رأس البر. خمس سنوات مرت لم أشهد فيها ريف مصر. توقفت في المحلة الكبرى و تناولت افطاري من البغل- لمن لا يعرفه أجدع ساندويتش فول في مصر بالزيت الحار، طالما كنت أحلم به في غربتي!!- ثم استكملت الطريق حتى رأس البر. ما يزيد على 300 كيلو متر في ريف مصر بوسط الدلتا. انزعجت كثيرا حين رأيت البنايات الحمراء تلتهم الحقول الخضراء. كنا ندرس في الثانوي مشكلة التصحر في مصر-للمطالعة اقرأ عن Desertification of agricultural lands in Egypt و عن الجهود المبذولة لمكافحة التصحر. يبدو أننا لم نبذل أي جهد. وصلت أخيرا إلى رأس البر. بالتأكيد لم أكن لأذهب إلى البحر في رأس البر بعد أن كنت في مرسى مطروح!! لا مقارنة، لذلك اكتفيت بمشاهدة التلفاز في البلكون المطل على البحر.
X :
مشاهدة التلفاز؟
نعم!! و كذلك سمعت ألبوم شيرين الجديد!! الحقيقة كنت أسمعه كل يوم بدءا من الساعة السابعة مساء و حتى صباح اليوم التالي و ذلك مكرها مضطرا لا مختارا. أنا أحب أن أسمع شيرين لكن المشكلة أن الشباب أصحاب السيارات يجوبون المدينة بتجهيزات صوتية غاية في القوة و التقدم- كأنها مباراة من الأعلى صوتا- صارت العادات المصرية في المصيف غريبة.
أذكر في طفولتي أني زرت رأس البر مرة واحدة و كنت أنا و أخوتي بصحبة أولاد خالي. كانت المدينة هادئة و غير مزدحمة. لا زلت أذكر حين كنا نجري عائدين من البحر فوق الأسفلت الساخن الذي يشوي أقدامنا الطرية و نتسابق من يتحمل مسافة أطول. كنت أتحمل قد ما أستطيع حتى أجلس على أقرب رصيف انفخ الهواء تجاه قدمي الملتهبة. كان الليل هادئا لا أذكر أني واجهت مشكلة في النوم بسبب أرتفاع الأصوات في الشارع!!
أشياء كثيرة تبدلت، شعرت أني بحاجة إلى هدوء منزلي في مونتريال، و اجتهدت في النوم رغما عن آهات شيرين!