Culture Wheel
The Nile, from Saqit Elsawi (Culture Wheel)
X :
هل حضرت أية أنشطة في الساقية؟
للأسف لم أفعل. زرت الساقية في وسط النهار و كان الجو حارا. زرتها خصيصا لأن الفكرة أعجبتني بشدة. و مصدر اعجابي أنها خارجة على تقاليد المراصد و المراكز الثقافية و هي تعيد إلى الواجهة نماذج من العمل النفعي و الخيري الذي كان يعرف سابقا بالوقف. و على ذكر الوقف هناك دراسة غنية وافية قدمها الأستاذ إبراهيم البيومي غانم عن الوقف في التاريخ العربي الإسلامي. لا شك أن هذا الضرب من الأعمال لم ينحصر في التاريخ الحضاري العربي الاسلامي و إنما استمر في الأمم و الحضارات المتقدمة و ذلك لأن هذا الفعل الذي لا يسعى صاحبه إلي كسب مادي بل يتحمل كلفة تقديم أشياء تنفع الناس هو أمر يعكس قيمة حضارية و فعل راقي.
الغريب أن مفهوم الوقف عندنا نحن العرب المعاصرين صار لا يتجاوز شجرة يستظل بها الناس أو مصدر ماء بارد يروي العطشى تحت شمسنا الحارقة.
X :
ألا تستحب مبردات المياه في شوارع القاهرة الحارة؟
بلى أستحبها. لكني ألاحظ أن غاية ما ندركه و نراه صار يتعلق بالمأكل و المشرب –للبدن- و لا نعطي الروح و العقل نصيبا معقولا. و هذا لا يقتصر على الوقف و إنما يجري على مشروعات الكسب. إذا سألت أي منا اليوم أي مشروع يرغب في القيام به، بدون شك سيكون مشروعا يتعلق بالغذاء أو الملبس، قلة هم أولئك الذين تراودهم مشروعات تربوية، ثقافية، علمية، حضارية. أعتقد أننا بحاجة إلى تصحيح مفهومنا عن الوقف و توجيه الفعل نحو منافع حضارية و عملية.
ما أعجبني في الفكرة بساطتها. من كان سيعير المساحة القابعة أسفل الكوبري اهتماما و هي التي اعتدنا فيها روائحها الكريهة و تجمعات المخلفات. الأمر لا يحتاج إلى خطب نارية و لا إلى تمويل كبير، يكفي أن نمتلك عقلا و إرادة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home