Wednesday, March 22, 2006

أشجع رجل في مصر



علاقتي بالجريدة علاقة قديمة و خاصة جدا. إذ منذ مرحلة مبكرة اعتدت أن يبدأ يومي بتصفح الجرائد و الأخبار. كان هذا يثير أبي و يدفعه إلى نصحي في تعلم كيفية قراءة الجريدة و التركيز على عناوين الأخبار!! أما أمي فكانت تضحك حين أصحو من نومي متجها مباشرة إلى باب الشقة لالتقاط الجريدة و الجلوس في ركن البيت لقراءتها حتى أفيق.
في مصر كنت أقرأ الجرائد الورقية ثم صرت في مرحلة ما أقرأ جريدة الحياة اللندنية على صفحتها الالكترونية و استمر هذا الوضع أثناء إقامتي في فرنسا. في وقت لاحق دشنت الصحافة العربية التقليدية مواقع لها على الانترنت كما ظهرت صفحات و نشرات إخبارية الكترونية دفعتني إلى تجاوز الجريدة الورقية التقليدية. هكذا حل حاسوبي محل الجريدة فصرت أتجه من سريري إلى مكتبي في الصباح!!
وهكذا وجدتني صباح اليوم أرتشف قهوتي و تعتريني أمام شاشتي حالات متتالية من الدهشة و الغضب و السخرية و الضحك و السخط بل و الفخر و غيره من قاموس الانفعالات، فكانت هذه الانفعالات الصباحية!

صرح الدكتور نظيف- ذكرني بالدكتور محسن بتاع الفول- "مصر أحرزت تقدماً هائلاً في مجال حقوق الإنسان، وأنها لاتسمح بالتعذيب الذي يؤدي إلي الموت أثناء التحقيقات" هذا يعني أن التعذيب مسموح ما لم يؤدي إلى الموت؟
و قال عن الأخوان «إنهم بلا برنامج واضح»، مشيراً إلي أن حصولهم علي نسبة كبيرة من المقاعد البرلمانية خلال انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، يرجع إلي أنهم رشحوا أنفسهم كمستقلين"
أعتقد إن المرشح المستقل فرصته أضعف بكثير من مرشح يحظى بدعم حزبي و حكومي و بلطجي و لا أنا أدبي و المسألة فيها أرقام و هندسة فراغية.

هذه الأيام أعاني من جرعة زائدة في القانون الدستوري و لدي حساسية بالغة تجاه الغباء القانوني و العمى المستحكم الذي قد نعذر فيه البسطاء و غير المتعلمين لكن حين يطل علينا العته السياسي و القانوني من ذوي الشهادات و مدعي الكفاءة فإن الحساسية تنقلب غم. باختصار و مراعاة لغير المتخصصين، هناك مجلس منتخب أفرز تشكيلا حكوميا يفترض أنه مسئول فقط أمام المجلس المنتخب حتى هذه النقطة لا توجد أية مشكلة. المشكلة تبدأ حين تقفز منظمة التحرير إلى دور غير مخول لها قانونا و لا حتى منطقيا. هذا يذكرني بلجنة الأحزاب المصرية. لهواة القانون و قلبة الدماغ وعلى شاكلة في أوروبا و الدول المتقدمة

لا تزال قائمة الشرفاء تزداد و لعلي أهمس بأسمائهم في أذن أصدقائي المتشائمين و المحبطين و فاقدي الأمل. فبعد نهى الزيني و كوكبة القضاة المحترمين يمكن أن نذكر يحيى حسين كأشجع رجل في مصر

4 Comments:

Blogger ahmad said...

قاضية بحجاب، و مناضل بزبيبة؟!؟ أهذا كل شيء؟هل كل المواقف الضدحكومية تأتي من هؤلاء؟ أم أن الإتجاه الإسلامي هو الحل فعل لدحر الفساد، فقط أتساءل

2:44 PM  
Blogger Hazem said...

أحمد
أظن و ليس كل الظن إثم على رأي صديقنا مالك الحزين، أقول أظن أنه من الحكمة النظر إلى الفعل و عدم الانشغال بالشكل أو المظهر. مقاومة الفساد لا تطلب طرحة أو زبيبة لكن تطلب ضمير يقظ و إرادة.
الأمر الثاني أوضح إن التدوينة كتبت في أقل من ربع ساعة و أنا أشرب قهوة الصباح فلا هي منشور أو دراسة و إنما تستطيع أن تقول تعليق بصوت عالي على أخبار صباحية قبل الاعتكاف على مساق بحثي عن نظريات و مبادئ الدستورية و فصل السلطات في النظم الأنجلوسكسونية.

4:01 PM  
Blogger karakib said...

لا يهمني اسمك لا يهمني لونك يهمني الانسان و لو مالوش عنوان هي دي الحدوته حدوته مصريه 000
مش مهم شكله ايه المهم عمل ايه ؟؟
انتوك

8:48 AM  
Blogger Mansour said...

هنئك ياحازم على عرضك الجميل لقد أعجبتنى كلماتك وسف أكون من زوار مقالاتك الجميلة

منصور من مصر

6:26 PM  

Post a Comment

<< Home