Monday, April 04, 2005

ردوا الأمانات إلى أهلها

X:زيمو ما هذا؟
هذا شيك
X: is it your wage?
لا، هذا شيك تلقيته اليوم من فرنسا، تسديدا لمستحقاتي من شركة التأمين الصحي. لك أن تتخيل أن عقد تأميني استمر حتى بعد رحيلي و قد لاحظت أنهم استمروا في تحميل حسابي مصروفات شهرية لمدة 3 شهور. حين التفت إلى الأمر. اتصلت بهم و شرحت لهم أني غادرت فرنسا و أني لم أعد مقيم و أني لا أستفيد من التأمين و عليه فلا يحق لهم تجديد العقد تلقائيا و تحميلي مثل هذه المصروفات. دونت الموظفة معلوماتي و وعدت بمراجعة الأمر و الاتصال بي في أقرب فرصة. بعدها كنا على اتصال بالبريد الالكتروني و بالفعل تم وقف السحبات الشهرية. نسيت هذا الأمر و مضت شهور الثلج هنا. و إذ بعد ظهر اليوم في صندوق بريدي هذا الشيك مرفقا بخطاب شرح و اعتذار. سررت لسببين.
الأول أنه قلما تفتح بريدك وتجد فيه غير الفواتير و الأخبار المزعجة، فأن تجد مالا حتى و إن كان مالك المستحق فهذا مدعاة للعجب، أليس كذلك؟!!
الثاني، أن رد الأمانات و الحقوق فريضة غائبة و لكن غيابها أقل حضورا في العالم المتحضر.
X: how?
تخيل في مصر مثلا، و هذه للأسف قصة حقيقية عشتها بنفسي. في أول عملي بالمحاماة في مصر. كان أحد عملاء مكتبنا رجل بسيط الحال تعرض لحادث سير حين صدمه أتوبيس هيئة النقل العام. بعد مرور سنوات و بعد أن أفلحنا في الحصول على حكم نهائي بتعويض. بقي أن ننجح في تنفيذ الحكم أي انتزاع قيمة التعويض من بين أنياب الأسد"الحكومة". طبعا لك أن تتخيل كم رحلة ذهاب و إياب قمت بها إلى إدارة هيئة النقل العام بالحي السادس بمدينة نصر، لك أن تتخيل كم موظفا تناوب مع زملائه الدور في إرسالي من طابق إلى آخر، و كم مرة لم أجد هذا أو ذاك على مكتبه و كم و كم... أنا سافرت و لا أدري إن كان الرجل قد نال حقه أم لا. الرجل وكلََّ محاميا في نفس المدينة و المحكمة تنعقد و القاضي يقول و المحامي يقول و دفاع الحكومة يقول، فيلم طويل!! و الرجل لم يفلح في الحصول على مستحقاته.
X: I see, and you are on another continent. But no problem, you receive your money in your mail box!! You get your money back from France!! I think if you tell your friends in Egypt about this story they may think that you exaggerate.
أعتقد أن أول ما سيسألون عنه هو المبلغ الذي تلقيته. و حين يتعرفون عليه سيضربون كفا بكف و يقولون كل هذا الفيلم من أجل....يورو!!

2 Comments:

Blogger R said...

بالرغم من ذلك، فلا تُنكِر أنّ في مصر تُرَدّ "الإهانات" سريعاً إلى أهلها :)

جرّبت مثل هذا حين بدأتُ الدراسة في أمريكا.
أولاًّ حين كُنتُ أشتري أيّ طعام ويرُدّ البائع لي الباقي بالسنت، ممّا كان يثير ضحكي في البداية...
ثم مع كُلّ مرّة استرددت حقّي أو تعويضات لعدم "رضاي" لسبب أو لآخر...

ـ

12:48 AM  
Blogger Hazem said...

ر
يا ترى هل هي ر ل رامي أم رضا؟
أيا كان مرحبا
ربما يكون صحيحا أن الاهانات ترد سريعا، لكن البادىء أظلم!!فمن يرد الاهانة يعني سبق تعرضه للأهانة.
عموما يبدو أنك مصري يجيد اللعب مع الكلمات :)
تحياتي

Ps. you have a nice blog

7:18 PM  

Post a Comment

<< Home