Monday, May 19, 2008

أنا ع النت إذا أنا موجود


*

أنا ع النت إذا أنا موجود
هذا هو حال لسان الغالبية العظمي لمستخدمي الانترنت في مصر من الشباب. إذ أن غير واحدة من الاحصائيات أثبتت ولع المصريين بالنت و كأن هذا العالم الافتراضي قد أذهب ما تبقى لهم من عقل بعد أحزانهم و أزماتهم.
هناك فئات عدة و لا يصح أن نضع الجميع في صندوق واحد. فهناك الباحث عن اللذة و الاشباع سواء عبر مواقع اللي بالي بالك و هناك من يبحث عن كلمة حنينة و تشجيع ساخن من واحدة مثله تبحث عن فارس أحلامها وسط دهاليز النت على الماسنجر. و هناك الفاضح لنفسه و لغيره على الفيس بوك لا يكف عن متابعة اخر الاضافات و التقاليع عديمة المعنى أو الجدوى. كما يوجد المثقف و الاصلاحي النتي الذي يتنقل بين منتديات الحوار و البلوجز و الفيس بوك يدعو لاضراب أو صيام من أجل الوطن أو يدعوك لجروب جديد فقط لأن واحدا من ملة ما تحداه أن يجمع عددا من العرب أو المسلمين أو غير ذلك!! 
لا شك أن في النت فوائد عظيمة لكنه كغيره من الأدوات يجب استخدمها بوعي و علم بخطر الافراط و العيش في هذا العالم الافتراضي.
خذ مثلا دعوات الاضراب الأخيرة على النت، صحيح أن مجموعة على الفيس بوك قد أحدثت ضجيجا و جلبة لفتت انتباه الكثيرين حتى تضاعف عدد أفراد المجموعة إلى عدد لا يمكن أن تجمعه لاجراء انتخابات نزيهة أو اعتصام أو مظاهرة في الشارع أو حتي على الالتزام بألا يلقي قمامته على الأرض أو أن يكف عن أخذ البقشيش و الشاى!! هذا يعني أن الشاب الاصلاحي القابع أمام لوحة مفاتيحه و شاشته غير مستعد للحركة في عالم الواقع و التدافع و الفعل الحقيقي لكنه في العالم الافتراضي سيكون بطلا مقداما و سيمضي ساعات و ساعات يناضل من أجل عالم أفضل، ترى في أي العالمين؟!
ما أريد أن أقوله أن الموز لذيذ الطعم لكنه من غير المعقول أن تصبح وجباتك الثلاث اليومية كلها موز، فالافراط في الموز يولد الحساسية!! لكن تناول موزة أو اثنتين بعد واحدة من وجباتك فيه فائدة مؤكدة. 
كما يجب أن ننتبه إلى أن هناك أشياء آخرى تجلب المتعة و الإفادة، فالدنيا ليست كلها موز.
و لأن الفرد حر في أن يأكل موزة واحدة أو يأكل موز حتى الموت أو يأكل عنب أو حتى جرجير فإنه يكفي أن نذكره بأن يعيد عرض نفسه على طبيبه الذي هو عقله و حكمته.

* الصورة من لعبة الفيديو Lost
مدمن النت ذكرني بموقف لوك من ماكينة العد التنازلي في المسلسل الرائع

3 Comments:

Blogger SOLITUDE® said...

أتفق معك تماما في مسألة النضال من خلف الشاشات...اعتقد ان هذا انعكاس لثقافة "الرغبة في الحصول على مكاسب بدون بذل مجهود أو تضحية"...خذ عندك مثلا الاميلات التي تقول "ارسلها لغيرك تكسب مليون حسنة بدون ما تسوي شيء"

لا أعلم كيف يحصل الانسان على ثواب بدون أن يقوم بجهد؟؟
كذلك لا أعلم كيف ينال الوطن حريته من خلف الشاشات أو بثقافة "خليك بالبيت".

اما بخصوص الفيس بوك فلا أدري ما وجه "الفضيحة" فيه؟؟

7:15 AM  
Blogger Just a thought said...

well may be the net is all what u said, but still sometimes it just mingles with real life, it makes it easier to reach alot of people and at some point u may put it in a dynamic way in real life.
The internet made alot of us talk, those who used to live in silence and listening, may be feeling , thinking , hating but all inside, no one talk it out, bec who will u say it to, so now we can at least listen to each other, anf those who can take a step out of the screen to real life, they will have others who will share them and follow them,
Yes he kept on pressing the button bec he had fear and hope, and he couldnot help to keep a door semiopened than shutting it

7:04 PM  
Anonymous Anonymous said...

http://tkharifplus.blogspot.com/
ارجو القاء نظره على مدونتى تخاريف مشكله واتمنى سماع رايكم
تقبلوا تحياتى وللامام دائما

9:39 PM  

Post a Comment

<< Home