Sunday, November 13, 2005

الأهلي حديد,, مصابون بداء الساحرة المستديرة


بالفطرة يحب الرجل الانحناءات و التكوير. يثير رغبة الرجل و عنفوانه كل ما استدار و تكور، فينطلق عنفوانه و حيوانيته منتصبين لا يدعان مجالا للتفكير و الروية. أمام الانحناءات و الانبعجات هو أبعد ما يكون عن العقل و التفكير. هذا باختصار سبب استحواز كرة القدم على عقل الشباب المتشوف لأي تكور عابر يعيره الاهتمام فيسلبه عقله و ينسيه همه.
لم أسلم من هذا الداء الرجالي، فتكون لدي لسبب لست أعرفه ميل و تشجيع مبكر لفريق الأهلى- الشياطين الحمر. لست لاعبا مهاريا لكني على الأقل أحسن فهم اللعبة و مارستها كسائر أقراني في شوارع القاهرة في الصباحات الباكرة أو الأمسيات الصيفية الحارة. غير أني أعترف أنني لم أكن ذلك الفتى الذي ملكت الكرة جل وقته مقارنة برفاقي. حتى في التشجيع و متابعة المباريات لم أكن من النوع الذي يستعد للمباريات و يحضر حفلات متابعة المباريات المهمة في بيت أحد الرفاق أو الانطلاق في الشوارع مرتديا أحمرا حتى -لا مؤاخذة- اللباس، فقد كنت أشاهد المباريات متى توفر الوقت للمتابعة!!
كثيرا ما كنت عقلانيا أمام الكرة و لا أسمح لها بممارسة تأثيرها علي تماما كما أفعل في مواجهة الاستدارات و التكورات التي نبحلق فيها كل يوم بمنطق المتمنعون و هم الراغبون.
لأني أدرك أبعاد الداء الكروي فقد تفهمت أن يكون من اليسير و الطبيعي تماما أن يمتلئ استاد في القاهرة عن بكرة أبيه ساعات قبل بدء مباراة نهائي افريقيا ليلة أمس. لكنه كان من العسير و مما يجاور المستحيل حتى الآن أن يتجه مثل هذا الجمع إلى صناديق الاقتراع منذ عدة أيام. هذه الجحافل الشابة التي لونت ليل القاهرة و شواراعها بالأحمر لا تحاول أن تتخيلها تخرج تطالب بحقها المسلوب في فرصة عمل مناسبة و احترام حقوقها في حياة كريمة آمنة. لا تجهد نفسك في محاولة الفهم. لكن إذا اصررت فإليك الوصفة، استجمع كل همومك و أحزانك، ضع في رأسك كل واجباتك و التزاماتك، الآن قف أمام أول متكور قادم من الجهة المقابلة، لاحظ أنك تتابع بعينك كل الانحناءات و تدرس تفاصيل كل نتوء و بروز متكور، هل تفكر في أي من مشكلاتك الآن؟ بالطبع ستقول- هذا لو تحليت بالأدب و دماثة الخلق- دماغك يا كابتن، بعدين، خلينا نركز في الهجمة دي!!
على أية حال يجب أن أقرر أني لم أسلم من سلبيات هذه العقلانية في مواجهة المستدير المتكور. لذا كثيرا ما وجدتني أحرم نفسي لذة متابعة الساحرة المستديرة فضلا عن التعسر في تقبل استلاب بعضا من عقلي في مقابل الجنس الناعم المتكور!! ربنا يشفيهم و يشفيني، قادر يا كريم

X :
يبدو أن الكرة صارت هي القاعدة التي يمكن بها فهم و تحليل المصريين الآن، هل كان يجب على جلال أمين أن يحلل ماذا حدث للمصريين من خلال تحليل كروي؟!!

1 Comments:

Blogger Samer ATALLAH said...

ya gamid ya zoom! eih el halawa dih?!

10:19 AM  

Post a Comment

<< Home